حاملو شهادة البكالوريا: الكل يريد أن يصبح طبيبا أو طيّارا!

مدارس العلوم التجارية تتفوق على شعب
اللغات الأجنبية للسنة الثالثة على التوالي
تصدرت شعبة الطب والإعلام الآلي متبوعة بشعب المحروقات والطيران رغبات الناجحين في بكالوريا 2015. وذكر مسؤول من وزارة التعليم العالي أن معدلات القبول المقترحة لدخول تلك التخصصات مرشحة للارتفاع أكثر لضبط العدد المناسب بما يتماشى مع ظروف الاستقبال في الكليات لتفادي الضغط المرتقب في عدّة جامعات. وبينما دافعت الوزارة الوصية عن سلامة وأمان نظام التسجيل الإلكتروني، تشير مصادر مأذونة إلى أنها شرعت في التحضير لتعميم التوجيه على أساس مسابقات الترتيب مع الأخد بعين الاعتبار معدل النجاح في امتحان البكالوريا.
وأكد أمس مدير الشبكات وأنظمة الإعلام الآلي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، محمد مستغانمي، أن نظام التسجيلات الجامعية عبر الإنترنت الذي تم وضعه لصالح الحاصلين الجدد على البكالوريا ناجح ومؤمن، مبرزا أن معظم رغبات الطلبة كانت على شعبة الطب والإعلام الآلي لتليها شعب المحروقات والطيران. وذكر محمد مستغانمي أن سير عمليات التسجيل جرت في ظروف جيدة بما فيها المرحلة الأولى التي تميزت بضغط خلال اليومين الأولين. وأكد المسؤول ذاته أن تسجيلات هذه السنة حافظت على نسب السنوات السابقة حيث كان الطلب على علوم الطب في المرتبة الأولى بالنسبة للحاصلين على شهادة البكالوريا في شعبة العلوم ثم الإعلام الآلي بالنسبة للحاصلين على البكالوريا في شعبة الرياضيات تليها شعب المحروقات والطيران والمدارس الكبرى. كما أشار محمد مستغانمي إلى الطلب الكبير على مدارس العلوم التجارية التي تعرف إقبالا خلال السنوات الأخيرة ثم شعب اللغات الأجنبية.
ووفق دليل الطالب لبكالوريا 2015، فإن الكمبيوتر يمنح الطالب عددا من التخصصات التي تلائم تلك المعايير قد تصل إلى أكثر من 20 تخصصا، بما يوافق المعدل المتحصل عليه وكشف نقاط المواد الأساسية. يشار مثلا إلى أن المعدل المحدد للالتحاق بكلية الطب، وكذا الصيدلة وجراحة الأسنان هو 14، إلا أن هذا المعدل قد لا يسمح لحاملي هذه المعدلات بالالتحاق بالكليات المذكورة بسبب وجود عدد كبير من الحاملين لمعدلات تفوق هذا الأخير، مما يستلزم الترتيب حسب الأولوية في المعدل، وقد يتوقف معدل الحصول على الطب في 15 من 20. وتشير أرقام حصلت عليها "البلاد" إلى أن عدد التسجيلات الأولية ب 355. 697 أي 95ر97 بالمئة فيما بلغ عدد التوقيعات 358.877 (83ر98 بالمائة) من عدد إجمالي بلغ 363.141 متحصل على شهادة البكالوريا هذه السنة. وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي طاهر حجار قد أكد أنه تم تسخير كل الإمكانيات لإنجاح عملية تسجيل المتحصلين الجدد على شهادة البكالوريا في الجامعة. وقد أجريت التسجيلات الأولية من 12 إلى 16 جويلية فيما تجري عملية التأكيد من 20 إلى 21 جويلية وتمتد عملية التوجيه والطعون يوم 28 من نفس الشهر. كما تمتد التسجيلات النهائية (بعد الطعون) من 29 جويلية إلى 6 أوت.
الوزارة تدافع عن سلامة نظام التسجيل وتتوجه لتنظيم مسابقات ترتيب
وأكد مصدر مأذون من وزارة التعليم العالي والبحث والعلمي أن "التوجيه هو مسابقة حسب الترتيب" مؤكدا أن المعدل العام للبكالوريا يبقى المعيار الأول الذي يجب مراعاته في توجيه الناجحين الجدد في شهادة البكالوريا. وفي العادة يشتكي الطلبة من التوجيه البيداغوجي الإلكتروني. فيصف البعض هذا التوجيه بغير المنطقي، في حين يحكم عليه البعض الآخر بالمقصلة التي تقضي على طموحات ورغبات الشباب المتحصل على شهادة البكالوريا، حتى أطلق عليه شعار "عبث الآلة بطموحات الإنسان". لكن المسؤولين على هذا التوجيه يرون أنه الحل الأفضل، خاصة وأنه يعطي لكل ذي حق حقه، بعيدا عن ذاتية الإنسان. من جهتهم استحسن الطلبة الجدد نوعية الاستقبال والظروف التنظيمية التي ميزت عملية تأكيد التسجيلات، مؤكدين أنهم تلقوا كل التسهيلات والتوجيهات فيما يخص التخصصات المستقبلية للرغبات التي أرادوها طيلة مسارهم الجامعي. كما عبر الطلبة عن ارتياحهم للمرسوم التنفيذي الذي يعفيهم من وثائق الحالة المدنية المتوفرة في السجل الوطني، لاسيما وأنه سيجنبهم طوابير طويلة مع بداية كل دخول اجتماعي.