في ثلاثة أيام فقط، تمكّن ثوار إدلب من تحرير مدينتهم، لتصبح "ثاني مدينة" يحررها الثوار بشكل كامل منذ بدء الثورة، بعد مدينة الرقة، وبالطبع فإن الحدث لم يكن استثنائياً، بل كان (مدهشا) للعديد من شرائح المجتمع السوري، الذين يختلفون أو يتفقون حول معظم القضايا، ولكن تحرير إدلب كان من المتوقع أن يتصدر عناوين الصحف هذا اليوم، إلا أن الهزيمة المدوية التي تعرض لها نظام الأسد، جعلت إعلامه يتفاعل مع الخبر كما المعتاد: " قواتنا الباسلة تنجح في إعادة تجميع على أطراف المدينة".
أورينت نت تستعرض عناوين صحف النظام والمواقع الموالية له، بعد يوم واحد من تحرير مدينة إدلب:
سانا
"بعد أن أمن المدنيين فيها.. الجيش يشن هجوماً معاكساً لاستعادة بصرى الشام...إدلب صامدة.. ومفخخات «النصرة» لا تحقق الاختراق".
ثم عنونت الوكالة: "الجيش يخوض معارك ضارية في إدلب ويواصل تقدمه في جبال الزبداني الغربية ويقضي على إرهابيين في دير الزور".
صحيفة تشرين
"الجيش يكبّد الإرهابيين خسائر فادحة في إدلب وينفذ عملية إعادة تجميع جنوبها استعداداً لمواجهة آلاف المتدفقين من تركيا".
صحيفة الثورة
"أردت العديد من المرتزقة ودمرت أوكاراً وآليات بمن فيها بأرياف درعا وحمص وحلب.. قواتنا المسلحة تنفذ عملية إعادة تجميع وتقضي على مئات الإرهابيين المتسللين إلى إدلب من تركيا".
صحيفة (الوطن) التابعة للنظام
"الجيش يتقدم في ريف العاصمة ودير الزور وحلب.. ويتصدى لداعش في تدمر...تحضيرات لهجوم معاكس في إدلب ضد «النصرة» وداعميها الأتراك".
وتابعت: "نفذت وحدات من الجيش العربي السوري أمس عملية إعادة تجميع جنوب مدينة إدلب استعداداً لمواجهة آلاف الإرهابيين المتدفقين من تركيا، على حين أحرزت وحدت أخرى منه تقدماً جديداً في ريف دمشق ودير الزور وحلب".
صحيفة (بلدنا) التابعة لمخابرات الأسد
"بعد تدفق آلاف الإرهابيين بدعم تركي.. الجيش يخوض معارك ضارية في إدلب".
موقع قناة (المنار)
"مقتل عدد من قادة أحرار الشام الكبار بنيران الجيش السوري في ادلب".
ولم تتناول مواقع كل من قناة (العالم) و(الميادين) و(الأخبار) اللبنانية، أي خبر عن إدلب حتى ساعة إعداد التقرير.
فيما نشرت أهم صفحة تشبيحية موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة بـ (دمشق الآن)، عن أخبار إدلب بأسلوب إنشائي وخطابي على الطريقة البعثية:
"إلى رجال الجيش السوري في إدلب التحية لدمائكم الطاهرة التي روت تراب المدينة أثناء الدفاع عنها وستروى من جديد أثناء تحريرها من غربائه".
وأضافت الصفحة: "إلى دماء شهداء الجيش السوري في إدلب سامحونا إن غضبنا أو انفعلنا فنحن تعودنا النصر تلو النصر برصاص بنادقكم وبعزيمة شباب نذروا أجسادهم من أجل وحدة سورية وسنبقى واثقون وعلى يقين بنصركم وعزف ملحمة النصر بجنازير دباباتكم وأنغام طائراتكم".
وفيما ذكرت جميع الأخبار التي كانت ترد من إدلب، أن محافظ المدينة كان أول الهاربين منها، دحضت صفحة النظام هذه الأخبار قائلة "مدينة إدلب لم تُهزم ولن يستطيع أحد هزيمتها فهي جولة من جولات كثيرة خاضها الرجال هناك.. كيف تُهزم مدينة كان محافظها يحمل رشاشاً يدافع عنها!".
لكن الصفحة دخلت بالمحظور من حيث لاتدري، وخصوصا أنها اعترفت أن مراسل الإعلام السوري يحمل السلاح ويقاتل فيه عند الضرورة، بالقول "كيف تُهزم مدينة كان مراسل قناة سما فيها محارباً بعدما رمى كاميرته.. كيف تُهزم مدينة خسرت 20 امرأة شهيدة وهي توصل الطعام للخطوط الأولى في المعركة".
وكتب الشبيح الشهير المدعو (الشيخ أحمد شلاش ) على صفحته في فيس بوك والتي تعتبر مرجعا رسمياً للموالين للأسد: "تذكّروا إن بقت إدلب في يد الإرهابيين أكثر من 10 أيام لأحلق شواربي (شاربي )على الهواء مباشرة.. والأيام بيننا".