IMAD
عدد المساهمات : 716 تاريخ التسجيل : 29/03/2015
| موضوع: “إنزال” إفريقي على الجزائر الأربعاء أبريل 01, 2015 2:48 pm | |
| الرئيس الجنوب إفريقي، جاكوب زوما، يعد عاشر قائد ومسؤول إفريقي يستقبله الرئيس بوتفليقة، في ظرف شهرين أو أكثر بقليل، من جملة أكثر من 15 ممثل دولة إفريقيا زاروا الجزائر خلال هذه المرحلة، أدناهم برتبة وزير، بينما أغلبهم وزراء للخارجية. تشهد الجزائر "إنزالا" إفريقيا لافتا منذ فترة وجيزة، والمسافة الزمنية الفاصلة بين زيارة الرئيس الجنوب إفريقي، جاكوب زوما، الذي حل بالجزائر، أول أمس، في زيارة تدوم ثلاثة أيام، لم تتعد خمسة أيام عن الزيارة التي قام بها الرئيس الزيمبابوي، والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، روبير موغابي، والتي كانت يوم 25 مارس، وقبل موغابي بيومين فقط، زار الرئيس المالي، إبراهيم بوبكر كايتا، الجزائر، وتزامنت زيارته مع تواجد الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، وكلاهما استقبل من طرف الرئيس بوتفليقة، سبعة أيام بعد استقباله رئيس الوزراء الإثيوبي، هايل ماريام ديساليني بوش، الذي حل بالجزائر منتصف شهر مارس. وتطرح تساؤلات حول خلفيات الإنزال الإفريقي المكثف على الجزائر، وإن كانت، في الظاهر، تتجلى هذه الخلفيات في صورة "أمنية"، لقارة لم تعد تستوعب مزيدا من التمزق، جراء الإرهاب والجريمة، والتخلف الاقتصادي، لكن، لماذا الجزائر بالذات؟ يرى المتتبعون أن الجزائر "غرقت" في العمق الإفريقي بكل خيباته، على مدار السنوات الفارطة، وصارت ترى الحلول الإفريقية حلولا لا يمكن أن تكون إلا مشتركة، تحت غطاء الاتحاد الإفريقي، وثمة معطيات، أولها أمنية (الإرهاب) وثانيها تنموية (مبادرة النيباد)، وهما معطيان رئيسيان ومرتبطان ببعضهما البعض، يجعلان من الجزائر، بالنسبة لشركائها الأفارقة، مركز "تفاوض" بشأن الملفات الإفريقية المطروحة، سواء البينية أو ذات العلاقة بالتفاوض مع التكتلات الدولية، والإقليمية. وتؤشر الزيارات الإفريقية المتوالية على ما يمكن وصفه باستحضار الجزائر مرحلة الستينيات والسبعينيات، باحتضانها رموز حركات التحرر، وأولهم الراحل نيلسن مانديلا، لكن طبيعة المرحلة الراهنة غيرت من دوافع الاحتكاك بالجزائر، التي لم تر في إفريقيا ربحا اقتصاديا ولا تجاريا، خارج بعض استثمارات شركة سوناطراك، بينما تتفوق عليها المغرب ومصر ودول الخليج في الوصول إلى العمق الإفريقي اقتصاديا. ولكن التطورات الأمنية الخطيرة التي صارت تعرفها إفريقيا، بتوسع رقعة التنظيمات الإرهابية، وتنامي النزاعات المسلحة، جعلت الجزائر تتبوأ صدارة الدول المطلوبة لحل النزاعات من جهة، والتشاور معها في مكافحة الإرهاب من جهة ثانية، بالنظر إلى مسارها في محاربة التطرف منذ عقدين والتجربة التي كسبتها بالشراكة مع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية طيلة هذه الفترة. رغم أن الجزائر صارت، حاليا، محاصرة أكثر على الحدود الشرقية مع ليبيا وتونس، والجنوبية، خاصة مع مالي. وتطرح الرهانات الأمنية في صدارة ترتيب الأولويات لدى القادة الأفارقة الذين يزورون الجزائر، التي حصلت على "تزكية" إفريقية إزاء موقفها بضرورة تبني الحلول السياسية للأزمات، واحتضنت مؤخرا الحوار المالي، الذي توج بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام، ثم احتضانها الحوار الليبي، الذي يرتقب أن يستأنف الأسبوع المقبل، مثلما أفاد وزير الخارجية، رمطان لعمامرة. وتتجلى المخاوف الإفريقية من تمدد الإرهاب، مثل الحاصل مع "داعش" في الدول العربية، من خلال تصريحات القادة الأفارقة بالجزائر، قدمت الجرائم التي يرتكبها تنظيم "بوكو حرام" في نيجيريا، على أنها إبادة للجنس البشري، ومعلوم أن مجلس حقوق الإنسان الأممي وافق على طلب الجزائر عقد اجتماع طارئ بخصوص جرائم هذا التنظيم، نهاية الأسبوع الماضي، وبعد أربعة أيام من ذلك، صرح وزير الداخلية التونسي، وهو يستعرض نجاح العملية التي استهدفت الإرهابي لقمان أبو صخر، مدبر هجوم باردو، بأن الجزائر تقدم دعما كبيرا لتونس في مكافحة الإرهاب. وتواجه إفريقيا تعثرا على الأرض فيما يتعلق بإنشاء قوة تابعة لها لمواجهة المعضلات الأمنية، حيث لم تتحقق "القوة الإفريقية الجاهزة" التي اتفق عليها الأفارقة عام 2013، وكانت الجزائر قد أكدت أنها تحتضن أمانتها التنفيذية بولاية جيجل، لكن الرهان لم يتحقق، وقد دهسه تدافع الأحداث وتنامي حدة الصراعات في القارة السمراء، مثلما تهاوى مقترح إنشاء قوة عسكرية لمواجهة تنظيم "بوكو حرام"، شهر جانفي الماضي. والملاحظ أن الإنزال الإفريقي على الجزائر لم تقابله مبادرات جزائرية نحو إفريقيا، فالرئيس بوتفليقة لم يقد زيارة دولة بينية لأي دولة إفريقية، بينما زار الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد أكثر من 30 دولة، وقد انكفأ النفوذ الجزائري بالمعنى البراغماتي، بحيث لم تسجل زيارات لافتة للقادة الجزائريين نحو إفريقيا إلا ما ندر، وفرضته إكراهات أمنية، في وقت صار "الإرهاب" المحرك الرئيسي لقادة الدول الإفريقية، مثلما أصبح الاقتصاد والاستثمار محرك قادة أوروبا نحو الجزائر حتى وإن غلف بدافع أكثر تهذيبا واستصاغا وهو "مكافحة الإرهاب". القراءة من المصدر |
|
IMAD
عدد المساهمات : 716 تاريخ التسجيل : 29/03/2015
| موضوع: رد: “إنزال” إفريقي على الجزائر الأربعاء أبريل 01, 2015 2:48 pm | |
| “إنزال” إفريقي على الجزائر |
|