وزير الشؤون الدينية يصف الرقاة بالمشعوذين

رفض وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، يوم أمس ببسكرة، إعادة فتح النقاش حول ملف تحرير بيع الخمور، الذي تطرق إليه زميله في الحكومة عمارة بن يونس، حيث اكتفى بالتأكيد بأن الجزائريين ليسوا في حاجة إلى أن يعرفوا بأن الخمر محرّم في القرآن والسنّة.
بدا الانزعاج واضحا على وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، عندما أثارت "الخبر" سؤالا يشغل بال الرأي العام الوطني حول عملية تحرير بيع الخمور، في الندوة الصحفية التي نشطها، على هامش افتتاحه الملتقى الدولي، عقبة بن نافع، بمدينة سيدي عقبة.
وفي سؤال ثان حول الرقية التي تحولت إلى تجارة يمارسها البعض باسم الدين، أكد محمد عيسى أن الموضوع اليوم ليس موضوع رقية، بل شعوذة وتطبيب من دون شهادة أو تكوين. وحسبه، أن الرقية كما يعلمها الجميع في كتب السنة هي دعاء للنفس وللغير بالشفاء، مضيفا أن الواقع ألزم وزارته بمنع الرقية في الفضاء الديني كالمسجد والمدرسة القرآنية وفي سكن الإمام، مشددا بالقول على أنه يرفض أن يستعملها الإمام بمقابل مادي وتحويلها إلى تجارة، وخارج هذا الفضاء، المجتمع والطبيب والرأي العام والعائلات هم المتضرر، ولهم حق اللجوء إلى المتابعة القضائية، على اعتبار أن الموضوع ليس دينيا بحتا، بل تسفيه لعقول الجزائريين. وكشف محمد عيسى، بخصوص الإستراتيجية المسطرة للخطاب الديني والمسجدي، بأن المجلس العلمي سيجتمع خلال الأيام القادمة لمناقشة موضوع إعادة التعليم القرآني، حيث سينظر، بالتنسيق مع وزارة التربية، في إمكانية إدراجه في الطور ما قبل التمدرس، معترفا بأن الملاحظ حاليا هو الاهتمام بالغزو الفكري "الداعشي" وأفكار التطرف، لكن هناك أفكارا أخرى تغزو المجتمع، كالإباحية والشذوذ، وجب، حسب رأيه، على المسجد وجميع المنابر، كوسائل الإعلام، التصدي لها من أجل تحصين هذا المجتمع، الذي أصبح الجزيرة الوحيدة السليمة في العالم العربي والإسلامي.