الشاب خالد بنى فيلا في وهران برشاوي الطريق السيار

تستأنف صبيحة اليوم محاكمة المتهمين في قضية الطريق السيار، بعد جلسة طويلة أمس، شهدت تلاوة قرار الإحالة المتكون من أكثر من 100 صفحة وانتهت برفع القاضي للجلسة بعد الانتهاء من الاستماع لرأي غرفة الاتهام.
وكشفت تلاوة قرار الإحالة في قضية الفساد المتعلقة بالطريق السيار في جلسة أمس حقائق كثيرة منها حصول الشاب خالد على مبلغ ملياري سنتيم كرشوة قدمها له المتهم الرئيسي شاني مجدوب لإكمال فيلا فخمة يملكها ملك الراي في وهران، كما كشف القرار حقيقة إنشاء شركات وهمية لأجل تبرير الأموال الضخمة المتداولة.
وتشكلت محكمة الجنايات للفصل في فضيحة الطريق السيار (شرق-غرب) بعد تأخير لحوالي شهر بسبب الدفوعات الشكلية التي تمسك بها محامو الدفاع، وتميزت جلسة الأمس بتجديد تأسيس دفاع المتهم الرئيسي شاني مجدوب، ودخل القاضي هلالي الطيب وقضاة المحكمة القاعة في حدود العاشرة صباحا، حيث بدأ كاتب الضبط بالمناداة على المتهمين الـ23 وعلى الشهود الذين غاب عنهم مدير إقامة الدولة ملزي عبد الحميد وآخرون، بعدها تم اختيار 2 محلفين من 12 وحينها تشكلت محكمة الجنايات تشكيلة قانونية.
في حدود الساعة العاشرة والنصف بدأ كاتب الضبط في تلاوة قرار الإحالة من غرفة الاتهام إلى غاية الساعة 12 أين رفع رئيس محكمة الجنايات الجلسة إلى غاية الساعة الواحدة بعد الزوال أين رجع ليكمل قرار الإحالة المتكون من 152 صفحة.
وكانت الضبطية القضائية لمصالح الأمن والاستعلام فتحت التحقيق الابتدائي بعد وصول معلومات إليها، وعلى إثر هذه التحريات أوقفت المشتبه فيه الرئيسي ثم أوقفت عدو سيد أحمد تاج الدين ثم عدو سيد أحمد، بعدها قدمت ملف القضية إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس الذي تقدم بطلب افتتاحي لدى قاضي التحقيق الذي بدوره أصدر أمرا بالتخلي عن القضية لقاضي تحقيق الغرفة التاسعة للقطب القضائي المتخصص بمحكمة سيد امحمد.
وتعود وقائع القضية إلى سنة 2006 أين مُنح مشروع إنجاز الطريق السياق شرق-غرب إلى المجمع الصيني "Citic Crcc" بغلاف مالي قدره 6 ملايير دولار، أثناء إنجاز المشروع المذكور حصلت عراقيل ما أدى بالمجمع الصيني إلى تكليف "شاني مجدوب" بحل هذه العراقيل من خلال استغلال نفوذه ومعارفه من الإطارات السامية في الدولة وتقديم رشاوى لهم، في المقابل حصل شاني على مبلغ 30 مليون دولار قسمها إلى دفعتين من 15 مليون دولار ووضع كل منها في بنك من بنوك سنغفورة، ثم حصل أيضا على مبلغ 11 مليار سنتيم.
وفي إطار تسهيل مهمة المجمع الصيني اتصل مجدوب بـ"ملزي عبد الحميد" مدير إقامة الدولة الذي قام برفقة "العقيد خالد" بتعريفه على الأمين العام لوزارة الأشغال العمومية "بوشامة محمد" لحل العراقيل الإدارية، ثم تعرف على الأخوين بوشامة نعيم ومدني من أجل تبديل الأموال المحصلة، وللتمويه والتغطية على مصادر الأموال الضخمة، قام "شاني مجدوب" بفتح شركات وهمية، وساهم في إحياء حفلين للمغني الجزائري الشاب خالد، وقتها سلم شاني لخالد مبلغ 2 مليار سنتيم، ثم دفع لأبناء خالد مبلغ 2000 دولار مرتين، خلال إقامتهم في الجزائر.
وكان القاضي هلالي نبه على مناداة وزان محمد بـ"العقيد خالد" وطالب كاتب الضبط بعدم مناداته بـ(العقيد) بل فقط خالد لأننا في محكمة مدنية ولسنا في محكمة عسكرية، وعلق القاضي "واش تخوفونا".
وكان محامو الدفاع قد أصروا على تلاوة قرار الإحالة الذي يحتوي على 152 صفحة، هذه التلاوة التي اضطرت رئيس محكمة الجنايات إلى الخروج عدة مرات من أجل الراحة.