عرس نجل علي بن حاج يتحول إلى منبر ضد السلطة

تحوَل حفل زفاف نجل علي بن حاج قيادي "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" المحظورة، أمس الخميس، إلى منبر سياسي للهجوم على السلطة والرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وشهد الحفل حضور العديد من قيادات "الإنقاذ" و"تائبون" عن الإرهاب، وصحافيون أشخاص دفعهم الفضول إلى الاطلاع على ما جرى في العرس، من دون أن يتلقوا دعوة.
عبد الجبار هو أحد أربعة أبناء علي الذكور، والثاني بعد عبد الفتاح ممن عقدوا قرانهم.
وانتقد بن حاج، في كلمة تابعها المدعوَون، بشدة نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي منع نشطاء "الإنقاذ" وعلى رأسهم بن حاج، من العودة إلى السياسة ومن الترشح للانتخابات، بموجب قانون "المصالحة" الذي صدر في 2006. وإن كان القانون لا يذكر أحدا منهم بالاسم، لكن يحمَلهم في العموم مسؤولية الدماء التي سالت أثناء الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي، التي خلفت 150 ألف قتيل، بحسب بوتفليقة نفسه. وتناولت كلمة بن حاج المختفين قسريا في تلك الفترة والمساجين السياسيين الإسلاميين. ودافع بن حاج عن "حقي في ممارسة السياسة".
وقال عبد الحميد بن حاج في اتصال مع "العربية.نت"، إن نفقات عرس عبد الجبار"تحمَّلها أصدقاء الشيخ علي، إذ تكفلوا بشراء كل ما يلزم"، مشيرا إلى أن مهر العروس خاتم، وهو نفس المهر الذي دفعه عبد الفتاح، أكبر أبناء بن حاج، في زفافه الذي تم عام 2006 وحضره عدد كبير من "الإنقاذيين".
وقد حضر حفل زفافه المئات من أنصار "جبهة الانقاذ" والمتعاطفين مع زعيمها الفعلي، علي بن حاج نائب رئيس الحزب الذي مضى على حلَه بقرار قضائي 23 سنة. وشوهد في الحفل، الذي جرت أطواره ببيت عبد الحميد، شقيق بن حاج ومرافقه الدائم، وعلي جدي وكمال قمازي وعبد القادر بوخمخم، وهم من "القيادة التاريخية" للحزب، فيما غاب رئيسه عباسي مدني المقيم حاليا بقطر.
كما شوهد علي بن حجر زعيم "الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد" المحلَة، وهي جماعة مسلحة تشكلت غداة تدخل الجيش لإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية التي حقق فيها "الإنقاذ" فوزا ساحقا. وحضر أيضا نشطاء من "تنسيقية معتقلي الصحراء"، وهم مناضلون إسلاميون وضعهم الرئيس الراحل محمد بوضياف، عامي 1992 و1993، في محتشدات في الصحراء، بذريعة استباق ردَ فعل عنيف مفترض من جانبهم، بعدما تم منع "الجبهة" من الوصول إلى السلطة بالقوة. وأمضى البعض من هؤلاء 4 سنوات في المعتقلات بدون محاكمة، والتحق قطاع منهم بالإرهاب بعد الإفراج عنهم.
وغاب قادة جماعات مسلحة عن "الحدث"، وأهمهم مدني مزراق مسؤول "الجيش الإسلامي للإنقاذ"، الذراع المسلحة لـ"الجبهة" سابقا. ويمكن الحديث عن قطيعة بين الجناحين السياسي والعسكري لـ"الإنقاذ" منذ أن أعلن مزراق عدم اعترافه بالسياسيين، قبل عدة سنوات.
ويقع بيت عبد الحميد بحي الكاليتوس الشعبي بالضاحية الجنوبية للعاصمة، الذي كان حتى وقت قريب معقلا للتيار الإسلامي المتطرف. بل كان إحدى القواعد الخلفية للجماعات الإسلامية المسلحة.
ومعروف أن ثاني أبنائه قيادي "الإنقاذ"، عبد القهار، التحق بتنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، عام 2008 والشائع أنه قتل في اشتباك مع قوات الأمن، وهي رواية رفض بن حاج تصديقها.