أملك من المال ما يكفي لإفشال مخطط توتال في الجزائر

لست نادما على التخلي عن الجنسية الفرنسية ولن أغادر الجزائر / فلة عبابسة فقدت الأمل في بلادها لهذا طالبت بالجنسية الفرنسية @ لطفي دوبل كانون يريد العودة إلى الجزائر
تعرضت للاعتقال حوالي 100 مرة منذ عودتي إلى الجزائر / أطلب أن يكون بوتفليقة رئيسا شرفيا للبلاد
تحدث الناشط السياسي رشيد نكاز بكل ثقة في النفس، عن مشروعه الاجتماعي السياسي الاقتصادي الرافض للغاز الصخري، كما يقول خلال زيارة قام بها لـ ”الخبر” إنه يملك من المال ما يكفي للضغط على شركة ”توتال” الفرنسية التي تقوم بالاستثمار في الجنوب الجزائري لاستخراج 4 مليار متر مكعب من الغاز الصخري، كما عرج رشيد نكاز في الحوار على أغنية ”متهدرش”، ووجه رسالة إلى الشاب الجزائري الحالم بالهجرة أو الحصول على الجنسية الأجنبية.
بعد سفرك الأخير إلى عين صالح، تضاربت الأنباء حول الطريقة التي تم بها ترحيلك من هناك؟
وصلنا إلى عين صالح في المساء في وفد شعبي يضم حوالي 200 سيارة، وقد قلت لسكان عين صالح إنني لم آت من أجل ممارسة السياسة، وإنما كمواطن جزائري يدعو إلى معارضة استخراج الغاز الصخري، والتقيت باللجان والسكان هناك الذين خصوني باستقبال حافل، وتحدثنا عن مشاكل الغاز التقنية. لكن السلطات الأمنية أمرتني بمغادرة عين صالح فورا بالقوة أو باللين، وقالوا لي إن تواجدي ممنوع في ولاية تمنراست، وهو ما اعتبرته إهانة لمواطنتي، إذ أرادوا نفيي من بلادي، وأن أمنع من دخول إحدى ولايات وطني، ولكنني قرّرت في النهاية الخروج بشكل سلمي من ولاية عين صالح، بمرافقة أمنية مشددة حتى وصلت إلى العاصمة.
لماذا تصر على مواجهة السلطة بخطة ”المشي على الأقدام لمسافة 1300 كم”؟
 سأنطلق في مسيرة على الأقدام يوم 21 مارس الجاري، وسأسير وحدي، ولا أحد له حق منعي من المشي في بلادي. لن أعطيهم فرصة قمعي، فأنا مواطن يحق له السير حرا، الوصول إلى عين صالح حلم السياسيين الجزائريين، العكس بالنسبة لي، فسكان عين صالح هم من طلبوا زيارتي، وهذا هو الفرق بيني وبين النظام. رشيد نكاز لا يذهب إلى مكان لا يستقبل فيه بشكل حار، سكان وشباب عين صالح واعون جدا، ومثقفون، ويعلمون بأن السلطات تعاني تحت ضغط المؤسسات الأجنبية، فهم لم يطالبوا بوقف الغاز الصخري، وإنما بوضع مخطط لمدة 7 سنوات لحماية مياه الجزائر، ويجب منحهم الثقة. لماذا أسير على الأقدام؟ هذا هو السؤال، ببساطة ”لأنني أملك الوقت وصابر ولا أشعر بالقلق وأسير إلى مشروعي بتأنٍّ”، وهذا هو معنى المسيرات مشيا على الأقدام.
كم مرة تعرضت فيها للاعتقال منذ أن رجعت إلى الجزائر؟
 منذ عودتي إلى الجزائر قبل نحو سنتين، تعرضت للاعتقال 100 مرة تقريبا، وتعودت على ذلك، فهذه المضايقات التي تقوم بها السلطات بطرق مختلفة لن تثبط عزيمتي. لقد استخدم النظام كل الأساليب لمضايقتي، بداية بالاعتقال ثم المتابعات القضائية وقوة الدرك الوطني، بالإضافة إلى استدعائي من حين لآخر، ولكنني لا أخاف، مبادئي وقيمي واضحة ومعروفة، ولا أقبل التنازل عنها أبدا.
لماذا قررت مشاركة لطفي دوبل كانون أداء أغنية ”متهدريش”؟
 لقد حاول النظام حذف الأغنية من موقع ”يوتيوب” ولكنها عادت. فكرة مشاركة لطفي دوبل كانون كانت صدفة، فقد اتصل بي ووافقت لأنني أكن له كل الاحترام، إنه فنان يملك المبادئ ويريد خدمة بلاده، وأغنية ”متهدرش” تحمل رسالة للشباب كي يتمتع بالشجاعة والجرأة للمطالبة بحقه بطريقة سلمية. لا أملك مشاريع أغانٍ أخرى في الوقت الحالي، لقد طلبت من لطفي دوبل كانون أن يعود إلى الجزائر، ووجدت لديه الرغبة في ذلك، لكنه ينتظر الوقت المناسب، فهو يملك رغبة كبيرة مثله مثل الملايين من الجزائريين الذين يقيمون في الخارج ويحلمون بالعودة إلى الوطن.
يحتوي الفيديو على مشاهد تتعرض فيها للتعنيف من الأمن، فهل هي صور حقيقية؟
 ما حدث في الفيديو والأغنية هو بالضبط ما عشته في عين صالح، فلو رفضت العودة سلميا لتم اعتقالي وترحيلي بالقوة، ليس لدي مشاكل مع الأمن، وأتفهم عملهم، ولكن حرية التعبير في الجزائر ماتت.
ماذا لو أعلنت الجزائر توقيف استخراج الغاز الصخري؟
 هذا شيء مهم وإن كان غير متوقع، وسأكون أول المباركين للقرار، وسأصدر بيانا أدعم فيه الخطوة، كما قمت في الانتخابات الرئاسية عندما أرسلت تهنئة إلى بوتفليقة، لأن الشعب انتخبه، في النهاية لا أهدف إلى الفوضى ولا أريد إثارة الفتنة في بلادي، وإنما أريد فقط حماية اقتصاد الجزائر وحماية البيئة وصحة المواطنين، لهذا أنا ضد الغاز الصخري.
لماذا ترفض السلطات الجزائرية إلغاء هذا القرار في رأيك؟
 لأن قضية الغاز الصخري تتجاوز الدولة، وهي ذات علاقة بالشركات الأجنبية الكبرى. يجب دعم الحكومة الجزائرية ضد هذه المؤسسات، لأن ميزانية شركة ”توتال” الفرنسية أكثر من ميزانية الجزائر. و ”توتال” عندما تنفي علاقتها بالغاز الصخري تكذب، وهذا موثق في الموقع الإلكتروني (4 مليار متر مكعب من الغاز الصخري) وهم يحضرون منذ 2009، والحمد لله سكان عين صالح تفطنوا لهم، ولدينا عدة طرق لمواجهة مخطط شركة ”توتال”، عبر تشويه صورتهم في العالم والدعوة إلى مقاطعة منتجاتهم.
يصفك معارضوك بـ ”برنارد ليفي” الجزائر الذي يريد زعزعة استقرار البلاد. ما تعليقك؟
 عندما يشاهدون شخصا يحب بلاده ويدافع عن وطنه، وهم يقيمون في الفنادق، يبحثون عن فرصة لتشويه صورته بكل الطرق، إن اتهام جزائري بأنه يهودي أمر خطير، لقد التقيت بالعديد من أطراف المعارضة، سفيان جيلالي، بلعباس، بن فليس، ولدي علاقات طيبة معهم، خصوصا سفيان جيلالي الذي يعلن في كل مرة دعمه لي، ولكن هذا النظام القديم لم يفهم الشعب بعد، ولا يريد تطوير نفسه، وهو يصر على انتهاج الطرق القديمة، لقد أصبح الشباب الجزائري أكثر وعيا، ويريد التجديد، ورغم ذلك لم يفهم النظام بعد أن محاولات تشويه صورتي بكل الطرق لا تجدي نفعا، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمحاولة وصفي بعميل للموساد، وغيرها من الأوصاف ”المضحكة” التي لا أساس لها من الصحة.
أعلنت مؤخرا عن دعمك لليهود، لماذا؟
 لست مستعدا أبدا لدعم اليهود، نحن جزائريون، وما دامت القضية الفلسطينية لم تجد لها حلا ولم يتم رد حق الفلسطينيين، فلن أدعم اليهود أبدا، ولا يوجد فرق بين اليهود والإسرائيليين بالنسبة لي، هل شاهدت يوما مسيرة خرج فيها الملايين من اليهود ضد إسرائيل، هناك فقط العشرات وهذا غير كاف.
كم تبلغ ثروة رشيد نكاز كي يتحدى ”توتال”، ويعلن عن رغبته في شراء مجلة ”شارلي إيبدو”؟
 (يضحك).. لو جمعت أموالي في الجزائر لأعلنت عن حجم ثروتي، ولكن جمعتها عن طريق مشاريعي الخاصة، لأنني لا أملك وظيفة أو منصبا سياسيا في الجزائر، لكن لدي ما يكفي من المال لإفشال مخطط الشركة الفرنسية ”توتال” في الجزائر، ولكي تعدل عن قرارها، وهم يعرفون جيدا أنني أملك من المال ما يكفي لكي أجعلهم يخضعون لمطالب الشعب الجزائري.
سبق أن أثار قرارك الاستغناء عن الجنسية الفرنسية استغرابا كبيرا، بصراحة هل تشعر بالندم؟
 لم أشعر يوما بالندم بعد أن تنازلت عن الجنسية الفرنسية، بالعكس لن أغادر البلاد أبدا مهما فعلوا، لقد ولدت في فرنسا، لكنني مواطن جزائري، وإن كنت غائبا عن الجزائر في سنوات التسعينيات كما يقول البعض، فأنا ألتقي مع بوتفليقة في هذه النقطة، بالعكس فقد كنت أزور الجزائر في الصيف للقاء الوالدين، ولكن الرئيس بوتفليقة خلال التسعينات لم يزر الجزائر.
ماذا تقول للشباب الذي يحلم بالحصول على الجنسية والإقامة في فرنسا؟ وماذا تقول للمغنية فلة عبابسة في هذا الإطار؟
 أريد أن أوضح للجزائريين أن المسألة ليس لها علاقة بالجنسية، بقدر المبادئ، يجب على كل واحد أن يدافع عن بلاده ويحب وطنه ويحمل مشروعا، يجب أن يتمتع المواطن الجزائري بالشجاعة. الذين يطالبون بالجنسية الفرنسية قطعوا الأمل في الجزائر، والمغنية فلة عبابسة واحدة من هؤلاء، لأن هذا النظام السياسي قتل الحلم لدى الجزائريين، حتى أصبح الجميع يحلم بالهجرة.
كيف تتوقع نهاية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة؟ هل تتوقع بقاءه في الحكم مدى الحياة؟ وهل تفكر في منافسته في الرئاسيات مستقبلا؟
 بوتفليقة لم يعد رئيسا للجزائر، لو كان رئيسا للجزائر لكان في عين صالح أو خنشلة، هو مريض ويجب أن يذهب للعلاج، وأفضل أن يكون رئيسا شرفيا للبلاد، يوجد نماذج في العديد من دول العالم، كفرنسا التي عينت عبر تاريخها رؤساء شرفيين لا يملكون مسؤولية سياسية، لو كان بوتفليقة رئيسا حقيقيا لتحدث إلى الشعب، لكن السلطة تستغل اسمه لأنهم خائفون، والمشكلة في محيط الرئيس الذين يتوقعون في ذهاب بوتفليقة قدوم رئيس جديد سيحاسبهم، بالنسبة لي يجب محاسبة المسؤولين الذين غادروا البلاد كشكيب خليل وأمثاله.