الله‮ ‬يعطيه العمى ألـّي‮ ‬نحت تمثال بن باديس

إلى غاية نهار أول أمس السبت، مازال تمثال الشيخ عبد الحميد بن باديس يصنع الحركة وحتى الازدحام، في قلب مدينة قسنطينة، بين فضولي وملتقط لصورة لهذا التمثال المسافر من البرتغال، في الوقت الذي تحركت عائلة الشيخ، بداية من شقيقه الأصغر السيد عبد الحق البالغ من العمر 95 سنة ووصولا إلى ابنة شقيقه وهي عضو في مجلس الأمة، السيدة فوزية بن باديس وأحفاده من أشقائه، الذين طالبوا جميعا بتوقيف ما سموه بالمهزلة والإساءة للشيخ عبد الحميد بن باديس.
فعلى هامش ملتقى بن باديس الذي أقيم زوال السبت في فندق الحسين بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، انتزعنا تصريحا من الشيخ عبد الحق الشقيق الأصغر للعلامة الذي تركه شقيقه وعمره عشرين عاما، إذ اعتبر ما قامت به السلطات اجتهادا، ولكنه في غير محله وعليها أن تصلّح الخطأ بقلع التمثال من مكانه حالا، ورفض الخوض في فقهية الحدث، أما ابنة شقيقه السيناتور فوزية، فطلبت رسميا من والي ولاية قسنطينة نزع التمثال، ليس لأسباب دينية وإنما لأن التمثال لا يشبه إطلاقا الشيخ، سواء في تجاعيد وجهه أو في عينيه وخاصة الحذاء الضخم، الذي ارتداه، مما جعل الشيخ من خلال تمثاله، محل استهزاء وسخرية، من الشباب والأطفال الذين حوّلوا الصور التي التقطوها أمامه والمسافرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى نكت، في الوقت الذي صاح حفيده عبد السلام بأعلى صوته غاضبا: "الله يعطيه العمى من نحت هذا التمثال".
الشروق اليومي، اتصلت أيضا نهار أمس برئيس مؤسسة الشيخ بن باديس، الدكتور المؤرخ عبد العزيز فيلالي، فأقرّ بأن المؤسسة سبق لها وأن طلبت إقامة تمثال للشيخ عبد الحميد بن باديس على أن يكون فاخرا ومن البرونز وكبيرا، ولكن المؤسسة تراجعت بعد ذلك، عندما علمت بأن للشيخ عبد الحميد بن باديس فتاوى وكتابات عن الأضرحة والتماثيل التي تمجد كبار الأمة، حيث يرفضها قطعا ويعتبرها من الوثنية الأولى، وتجاوزا في حقه وفي حق الإسلام أيضا.